لو68.ما : العيون
تعد أشجار الطلح، المعروفة محلياً بـ”السدرة” أو “الذهب الأخضر”، ثروة إيكولوجية واجتماعية واقتصادية لا تقدر بثمن في المناطق الجنوبية للمغرب. ومع ذلك، تواجه هذه الأشجار تحديات كبرى بسبب الاستغلال الجائر من قبل الإنسان والحيوان على حد سواء، ما يستدعي جهوداً حثيثة لحمايتها والحفاظ عليها.
تمتاز أشجار الطلح بقدرتها العالية على التكيف مع الظروف المناخية الجافة وشبه الجافة، بفضل جذورها العميقة التي تصل إلى 40 متراً، ما يجعلها مقاومة للجفاف وزحف الرمال. كما توفر هذه الأشجار الظل والكلأ للمواشي، والمأوى للحيوانات البرية، وتستخدمها الطيور لبناء أعشاشها.
تساهم شجرة الطلح في مكافحة التصحر وتحقيق التوازن الإيكولوجي في المناطق الصحراوية، حيث تعمر لأكثر من 100 سنة. إلى جانب ذلك، توفر أوراقها وثمارها التي تعرف محلياً بـ”الخروب”، فضلاً عن إفرازاتها “العلك”، استخدامات طبية تقليدية تساعد في علاج أمراض الجهاز الهضمي والعديد من الأمراض الأخرى.
وتشير الإحصاءات إلى أن هذه الأشجار تغطي مساحة تقدر بأكثر من مليون هكتار في المناطق الجنوبية الثلاث (كلميم-واد نون، العيون-الساقية الحمراء، الداخلة-وادي الذهب). إلا أن الاستغلال العشوائي لهذه الثروة، من قطع الأشجار لتحويلها إلى فحم، والضغط الرعوي الذي يعيق تجددها، يهدد هذه الغابات الطبيعية بشكل كبير.
من جهتها اتخذت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجنوب إجراءات عدة، تشمل تجديد غابات الطلح على مساحة 5400 هكتار منذ عام 2005، وتثبيت الكثبان الرملية على مساحة 700 هكتار، وإنشاء أحزمة خضراء حول المدن الكبرى والتجمعات السكنية بمساحة 974 هكتار. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت مشاريع تهدف إلى تثمين التنوع البيولوجي وخلق فضاءات للتنزه والاستجمام.
على صعيد آخر، تضطلع جمعيات محلية ، بدور محوري في رفع الوعي البيئي وتنظيم أنشطة تحسيسية، من خلال ندوات علمية ورحلات ميدانية لتعريف السكان بأهمية هذه الثروة الطبيعية وضرورة الحفاظ عليها.