Le68.ma: بقلم :الماح الحسين
منذ ان اكرم الله ارضنا بقدوم الشيخ ماء العينين القلقمي الادريسي الحسني، وبركاته لا تنقطع عنا في أرض الساقية والوادي، فالرجل وذريته من بعده منبع للكرم والكرامات التي تخطت حدود نهر السنغال جنوبا وتيزنيت شمال وشرقا الى حدود ليبيا وما بعدها، وكما يقال في مثلنا الحساني الاصيل “معطى مولانا ما يكعدو دونو الشيانة..” بمعنى أن منن هذه العائلة الشريفة التي منحها لهم الخالق جل في علاه لا يمكن أن تنالها سهام الناقدين والحاقدين وقد كانوا قادة الجهاد وأسياد الكرم وعظيم المعاني وتجسيدا حيا لإرث جدهم علما وادبا واخلاقا وحسن معاشرة مع الناس.
اليوم تتراءى أمام انظارنا تلك الصورة الحية للشيخ سعد بوه وشقيقه الشيخ ماء العينين رضوان الله عليهم، في ملامح وأفعال وكرامات عائلة باتت سفيرة بلاد شنقيط ومنارتها الحية بين الامم، بعد أن بلغت شهرتها في “التمعليم” الطائي حدود قارات اخرى إن لم نقل شعوب وثقافات اخرى باتت تضرب الامثال بطائية اهل الشيخ اياه، وما عرف عن كريمهم الشيخ الطالب بوي ول الشيخ اياه من الجود والكرم والكرامات، وغاية خدمة المحرومين والضعفاء ومن يرون اليوم في هذه العائلة السند والنصرة وسد حاجة المحتاجين، ودون ان ننسى مكارم الشيخة العزة منت الشيخ اياه التي أكملت حلقات سبحة الكرم والصلاح لهذه العائلة الشريفة والمتأصلة خلقًا وخُلقً حقا.
لكم تغمرني الغبطة وأنا أرى أفضال هذه الاسرة على موريتانيا وأبناءها من مال نقي ومنبع صاف كصفاء مياه زمزم، فما معنى الحياة إن لم نسخر أنفسنا لخدمة عيال الخالق من الذين اجحفهم الفقر والدين وقلة ذات اليد، وهذا تماما ما سخره الله لهذه العائلة التي قلبت حياة الاف البؤساء وفتحت صناديق احسانها أمام المفقرين حتى تخطت شهرتها حدود مجتمع البيظان، وهنا تماما مبلغ غبطتي وأنا ارجو أن يهبنا الله أمثال اهل الشيخ اياه ليرفعوا منسوب التنافس في الاحسان واعمال الخير ونخرج من قوقعة الاحسان الحكومي والاستناد على الدولة الى الاحسان الخاص لكل مقتدر.
اسمحوا لي أن أبعث تحيتي الخاصة لهذه الاسرة الشريفة، وأنا اتابع سيرتها منذ شاهدت ما يلاحقها من معلقات المدح والشكر من طرف كل المشمولين بإحسانها، ولعل ما قيل في حقها لا يساوي جناح بعوضة من ما منحته ووهبته في سبيل الله لالاف المحتاجين بموريتانيا وخارجها، كما أن الشيخ عبد العزيز ول الشيخ اياه هو الخليفة العام للطريقة القادرية في موريتانيا وغرب افريقيا وهو احد الاتقياء الذين بفضلهم صلح حال الالاف من اتباع الطريقة ولهم الفضل في توطيد دعائم الاسلام في قارتنا وهذا ليس غريبا على أبناء الشيخ اياه ولد الشيخ سعد بوه ول شيخنا الشيخ محمد فاضل نفعنا الله ببركاتهم.
اخيرا لا يسعنا المقام ولن يسعنا تماما لذكر أفضال اهل الشيخ اياه وما بلغوه من مراتب الاحسان والفضل ومكارم بيت النبوة وصالحي العباد، ولعل اثارهم تتحدث عن نفسها في ألسن الخلق ومدائحهم وأدعيتهم لهذه الاسرة التي نأمل ان يجود الزمن بأمثالهم في وقت قلت فيه البركة وحبس المطر وعمت الاوبئة وكثرت المعاصي.. وخير ما نختم به في أفضال هذه الاسرة الكريمة ما تغنى به الشاعر الشهير الفرزدق في حق الامام زين العابدين ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه حين انشد يقول في حقه :
هَذَا عليٌ رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ
أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي الاُمَمُ
هَذَا الَّذِي عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ
وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ
هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ
وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي في سَيْفِهِ نِقَمُ
إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا
إلَی مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَرَمُ.
الصورة أعلاه : الطالب بوي ول الشيخ اياه