“الخطاب الملكي: تأكيد على وحدة المغرب الترابية والتنمية المستدامة في الصحراء ودعم دور الجالية المغربية بالخارج”
لو68.ما : هند البرنوصي
في خطابه بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، أكد جلالة الملك على مغربية الصحراء كحقيقة تاريخية وشرعية تستند إلى مبايعة سكان الصحراء للملوك المغاربة عبر العصور، مما يعزز الأسس التاريخية والقانونية للموقف المغربي ويمجد نجاح المسيرة الخضراء في تحقيق الاستقلال السلمي للأقاليم الجنوبية.
وسلط الخطاب الضوء على التقدم التنموي في الأقاليم الجنوبية، مشيداً بالأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي الذي تشهده، وأوضح كيف تحولت الصحراء إلى نموذج ناجح للتنمية المستدامة، ما يعزز سيادة المغرب ويقوي التلاحم الاجتماعي بين السكان.
كما أشار الملك إلى تزايد الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي، مؤكداً أن هذا التقدم يعكس نجاح الجهود الدبلوماسية المغربية في تطوير موقف دولي يساند الاستقرار الإقليمي.
ووجه جلالته انتقادات للجهات التي لا تزال متمسكة بأفكار قديمة حول قضية الصحراء، وترفض إحصاء المحتجزين في مخيمات تندوف، متهماً إياها باستخدام القضية لتحقيق مصالح خاصة، ودعاها إلى التكيف مع الحقائق الحالية وتحمل مسؤولياتها تجاه الأزمة الإنسانية.
وتطرق الملك إلى خطة لإعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون المغاربة المقيمين بالخارج، معلناً عن تأسيس “المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج” وإعادة تشكيل “مجلس الجالية المغربية بالخارج”، بهدف تلبية احتياجات الجالية وتشجيعهم على الإسهام في التنمية الاقتصادية.
كما شدد جلالته على أهمية زيادة استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج، التي لا تتجاوز حالياً نسبة 10% من الاستثمارات الخاصة، مشيراً إلى ضرورة إزالة العوائق البيروقراطية وتوفير بيئة ملائمة لهم لتعزيز مشاركتهم في الاقتصاد الوطني.
ودعا الملك المغاربة إلى الاستمرار في التعبئة الوطنية للحفاظ على المكتسبات والعمل على تنمية جميع أنحاء المملكة من الشمال إلى الجنوب، مستحضراً القسم التاريخي للمسيرة الخضراء لتعزيز التضامن حول القضية الوطنية.
بشكل عام، جاء الخطاب الملكي متوازناً، حيث دعا إلى تعزيز الدفاع عن وحدة المملكة وتنمية الأقاليم الجنوبية، وطرح مبادرات لدعم الجالية المغربية بالخارج وتفعيل دورها الاقتصادي. كما وجه رسالة للجهات المعادية للمغرب بضرورة التخلي عن الأطروحات المتجاوزة، داعياً المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالحقائق الجديدة في الصحراء المغربية.