لو68.ما: برايا_ الرأس الأخضر
في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري الخامس لمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية المنعقد بمدينة برايا، بجمهورية الرأس الأخضر، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن جلالة الملك محمد السادس يعتبر أن الفضاء الإفريقي الأطلسي قطبا جيو-استراتيجيا محوريا لا ينبغي أن يظل هامشيا على الساحة الدولية، بل يجب أن يُنظر إليه كصلة وصل ديناميكية بين القارات، وقوة دافعة للابتكار والصمود.
وشدد بوريطة على ضرورة تجسيد هذه الرؤية الملكية على أرض الواقع، عبر شراكة سياسية واقتصادية وإنسانية فعالة تعكس الطموح الإفريقي لبناء مستقبل قاري مستقل ومزدهر.
وأوضح الوزير أن المبادرة الملكية أسست لشراكة إفريقية أطلسية غير مسبوقة تتبنى مقاربة عملية وطموحة، تسعى لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن البحري، وحماية البيئة، ومواجهة التهديدات العابرة للحدود.
وأبرز أن هذه الدينامية الإقليمية، التي تحظى بإجماع واسع من الدول الأعضاء، تعكس وعيا جماعيا بأهمية العمل المشترك لبناء مستقبل أكثر أمانا واستدامة. كما دعا إلى مواصلة التنسيق وتعميق التعاون عبر تنظيم لقاءات قطاعية وتفعيل آليات وطنية، مع التركيز على مجالات استراتيجية مثل تربية الأحياء المائية، لما لها من دور في تحقيق الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل.
واختتم بوريطة مداخلته بالتأكيد على التزام المغرب الكامل بدعم هذه الدينامية، من خلال تقاسم خبراته وتجربته، وتعبئة شركائه، معتبرا أن الفضاء الإفريقي الأطلسي يجب أن يكون رافعة حقيقية للتضامن ومحركا للازدهار وحصنا للاستقرار في القارة الإفريقية، في وقت تتبلور فيه تكتلات جيو-استراتيجية مماثلة في مناطق أخرى من العالم.