لو68.ما: بيروت _ لبنان
بعد عامين من شغور منصب رئاسة الجمهورية، انتخب مجلس النواب اللبناني، يوم الخميس، قائد الجيش جوزاف عون رئيساً جديداً للجمهورية. حصل عون على دعم 99 نائباً من أصل 128 نائباً شاركوا في جلسة الانتخاب، مما أتاح له الحصول على الأغلبية المطلوبة لتولي المنصب.
وفي إعلان رسمي بعد انتهاء فرز الأصوات، قال رئيس البرلمان نبيه بري: “تعلن الرئاسة أن الرئيس هو جوزاف عون”. وصل عون إلى البرلمان مرتدياً الزي المدني، حيث أدّى اليمين الدستورية وسط تصفيق النواب في قاعة المجلس.
هذا وحصد عون تأييد 99 صوتاً، بينما صوّت تسعة نواب بورقة بيضاء، واختار 13 نائباً “السيادة والدستور”. كان واضحاً أن غالبية نواب حزب الله وحليفته حركة أمل، الذين يبلغ عددهم 30 نائباً، دعموا عون، مما ساعده على تحقيق الأغلبية المطلوبة. يُذكر أن عون لم يكن قد حصل سوى على 71 صوتاً في الجولة الأولى من التصويت.
ما أن أُعلن فوزه بالرئاسة، حتى انطلقت الاحتفالات في بلدة العيشية، مسقط رأسه في جنوب لبنان. توافد الأهالي إلى الساحات، حيث نظمت حلقات دبكة ترافقها الموسيقى والتصفيق، ورفعت صوره في مختلف أرجاء البلدة تعبيراً عن الفخر والفرح.
وفي خطاب الأول له كرئيس، أعلن جوزاف عون بدء “مرحلة جديدة” في تاريخ لبنان، داعياً إلى “تغيير الأداء السياسي” وبناء وطن يلتزم الجميع فيه “بسيادة القانون والقضاء”. وشدّد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية ووضع حد للانقسامات السياسية.
وجاء انتخاب عون بعد لقاء عقده مع ممثلين عن كتلتي حزب الله وحركة أمل في مقر البرلمان. ومع ذلك، يُعتبر هذا الانتخاب نكسة لحزب الله، الذي عارض ترشيحه على مدار عامين. كما تضمن خطاب عون رسائل واضحة لحزب الله، القوة الوحيدة غير الشرعية التي تحتفظ بسلاحها بحجة “مقاومة إسرائيل”.
ويأتي هذا التطور السياسي في ظل ظروف معقدة تمر بها لبنان، خاصة بعد الحرب المدمرة بين حزب الله وإسرائيل، التي أضعفت الحزب، إلى جانب التطورات الإقليمية المتمثلة بسقوط حليف الحزب، بشار الأسد، في سوريا.