ocp22
doha banner

شراء الأضاحي خلسة بعد القرار الملكي… هل نحن فعلا مواطنون؟

doha square 2

لو68.ما : العيون ـ الحافظ ملعين _ العيون

في لحظة دقيقة من تاريخ البلاد، وعبر رسالة ملكية وازنة صدرت في 26 فبراير 2025، دعا الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، المغاربة إلى الامتناع عن أداء شعيرة ذبح الأضحية هذا العام، مراعاة للظروف الاقتصادية والبيئية التي تمر بها المملكة. القرار لم يكن عاديا، بل اتكأ على مرجعيات شرعية راسخة، ومقاصد دينية سامية، وحس عال بالمسؤولية.

غير أن ما يثير القلق اليوم، هو تسرب أنباء عن قيام عدد من المواطنين باقتناء الأضاحي وإخفائها داخل بيوتهم، ضاربين عرض الحائط بنداء ولي الأمر، ومقدمين على فعل لا يمكن تفسيره إلا بكونه نوعا من العصيان المدني المغلف بمشاعر دينية لا تقلق على الدين بقدر ما تتمسك بمظاهر تعبدية جوفاء.

في مثل هذه اللحظات، تختبر معاني المواطنة الحقة. هل نطيع حين نحب، ونعصي حين لا يوافق القرار هوانا؟ هل ننتقي من الدين ما يوافق عاداتنا، ونتجاهل ما يبنى على فقه المقاصد وتقدير الضرورات؟ ما جدوى الانتماء، إن كان كل فرد سيجعل من مصلحته مرجعا فوق مصلحة الأمة، ومن رغبته الشخصية ميزانا يتجاوز صوت الشرع والعقل والدولة؟

doha square 2

الفقهاء واضحون، طاعة ولي الأمر ليست خيارا ظرفيا، بل مبدأ قرآني، امتثالا لقوله تعالى”يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..” ومن يتجاوز هذا الخط، إنما يفتح بابا للفوضى، ويدمر تدريجيا أسس الوحدة والاستقرار.

والأدهى من ذلك، أن من يقدمون على هذا السلوك لا يخالفون فقط أوامر الدولة، بل يعلمون أبناءهم التمرد والاحتيال، وكأن “المراوغة” أصبحت جزءا من الإرث الثقافي الذي يورث للأجيال. أي نموذج قدوة يبنى حين يرى الطفل والده يدخل الكبش إلى المنزل خفية، وكأن الأمر سرقة من القانون أو تحدّ صامت للملك نفسه؟

القرار الملكي لم يمنع فرحة العيد، بل أعاد توجيهها إلى معانيها الحقيقية: صلاة، وصدقة، وصلة رحم. هو دعوة للتجرد من الاستهلاك والرياء، وللعودة إلى جوهر المناسبة كصلة بين العبد وربه، وبين الناس أنفسهم في تجليات التكافل والمواساة.

 

 

Views: 11

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.